كنت أعتقد أن كلمة الأم هي ليست مجرد كلمة بل هي نور نقشت فيها تلك الأحرف العظيمة الألف والآم ، كنت أظنها ملاك طاهر ما أن يسكن في رحمها نبض الحياة بل نبضات تتحول بقدرة الله الى ملاك منزل يعيش بيننا في الأرض ، وكأنها أرتدت كساء الجنة بل أصبح بيديها وبرضاها مفاتيح الجنان أوصانا بها الله ورسوله ،ظننت أن الأم هي الرقة الرأفة العطف الجمال كله ، ظننت أن مايوجد في صدرها ليس قلبا بل ماسة كبيرة نقية غالية لا يقدر لها ثمن ، ظننت أنها تلك الأم الأسطورة التي لا تعرف سوى أن تنسج الحب الأمل العطاء النجاح لأولادها بلا حدود ولكن००
لاتفتأ سورة يوسف عليه السلام تتردد في ذهني لا تفارق كيف فضل يوسف وأخيه عن بقية أخوته ، هل نحن الأخوة الأشرار وأحبابها
هم يوسف وأخيه حاشا لله ، تدق دائما أسفينها في صدري كل كل مرة منذ صغري ، نعم أحببت أبي وأنا أعلم إنني لست بمحبوبته ولكنه كان على الأقل لم يعرف القسوة يوما علينا، كنا البنات نحن محبوباته من لا يعرف كيف يغمض له عين ونحن في ضيق ، وإن تضايقنا
من أمر وغضبنا ذهب الينا يراضينا نحن ، رحمك الله أبي
كل ما نحاول أن نقترب منها تبعدنا بقسوة عنا ، تعرف أن الله سبحانه وتعالى رضاه من رضى الوالدين تمسك بهذه العصاة وكأنها عصاة تصب عليها أدعية تدعي بها علينا بعدم التوفيق ، بالفقر بالجحيم تتمناه لنا دنيا وآخرة ،تنسى أن لديها ثمانية أبناء دائما تردد أن ليس لدي سوى بنت وإبن واحد فقط وكأننا أقترفنا ذنبا وأثما ،لم تحتضننا يوما لم تقترب منا يوم، شقت صفوف أخوتنا الى شقين أخوة مقربون إليها وأخوة مبعدون وحبيبة قلب لها واحدة هي قرة عين لها من كانت تسميها وتناديها غضب وحفيدها هو حفيدها الوحيد التي رزقت به من أبناءها وكأن لا حفيد لها غيره ونحن مجرد زيادة عدد تتمنى أن تختفي ولا تكن لها وجود
قد قسمتنا نحن الثمانية إثنان محبوبينها وثلاثة تسيروهم كما تشاء كي لا تسخط عليهم حتى لو كان الثمن التضحية بأبناءهم وحياتهم وبيوتهم وثلاثة آخريين مهما حاولوا مهما عملوا هم الفئة المغضوب عليها هم من تقدمهم قرابين لها ولشياطينها ، لم أصدق عندما فتحت القرآن وجدت صورتي في وسط القرآن عند سورة الفرقان وآيات قد كتبت عندها للتسبيح ( مزقناهم شر ممزق) و( قتلناهم تقتيلا) بربكم من يسبح بمثل هذه الآيات ، ومراية ملأتها أوراق بيضاء ما أن فتحتها حتى انحنى ظهري ، ودبابيس وإبر مغروزة في أحذيتنا وخيوط معقودة وتتفاخر بيننا بإن لا يستطيع أحد أن يعمل لها سحر، يالله من منا يعرف مثل هذه الأمور نحن نخاف الله والسحر من الكفر ، وليس نحن من يسلك هذا الطريق ولكن ماذا نقول لم يرد عليها سوى إن السحر من الكفر ومن ذهب الى ساحر أو عراف فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
ماذا سأقول والحكايا قد ابتدأت الآن والأمور التي كانت غير مفهومه أصبحت أدركها الآن وأفهم معناها، ياله من قلب مظلم قد سكن جوفها قلب لايرى النور ولا يعرف أن يرى شيئا منا سوى أخطاؤنا०
كم حزنت ولا زلت حزينة أنها أم لا أستطيع أن أقول أمي كنت ألهج بالدعاء لها عند الحادث الذي أصابهاأنا وأخوتي لا نفارقها نراعيها ونسهر عليها لكن كل تلك الفترة كانت تظن إن نحن من عمل لها السحر وأصيبت بالحادث
لا أقول إنها لم تمنحنا شئ ولكنها لازال قلبها مظلم لايرق ولا يحنو ليس نحن السبب إنك تزوجت في سن مبكرة فظروفك هي من دعت الى ذلك، تشكو الي بنت أختي قسوة معاملة أمها أحيانا معها أقول لها لا تلومينها فنحن لم نسمع أمنا يوما تدعو الينا بالنجاح أو التوفيق لم تحتضننا يوما عندما نضيق من هذه الدنيا ، لم نجلس يما بجانبها تستمع الينا ونحن نشكو اليها أمور الدنيا لانسمع سوى صراخها ولا نرى من وجهها سوى غضبها الدائم
سامحك الله يا أمي مهما فعلت بنا لا نستطيع أن نحمل لكِ إلا الحب، فالله سبحانه وتعالى أوصانا بكِ ، وإن كان قربنا منك يشعرك بالسأم يخيفك وتظنين أننا نعمل ما يسئ إليك ونعمل السحر فهذا أمر لا نعرفه فلا نسافر مثلك كل عام نجدد ما تكتبينه على ظهرك وبطنك، شكرا لكِ على كل مامنحتينا وما قتلتي فينا من الحياة التي منحتينا إياه، شكرا لك على كل لحظات الأسى والمرض والحزن والبؤس التي كنا نعيشها وأنتي لا تبالين بنا بل تبتسمين إبتسامة الرضى تظنين إن الحياة تنتقم منا لأجلك0شكرا لكِ
الأحد، 31 يناير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق